top of page

لو كان بيننا ...

  • صورة الكاتب: محمد حسن أطرش
    محمد حسن أطرش
  • 4 مايو
  • 3 دقيقة قراءة
سوريا الآن

سكتّ كثيراً، ولكنني لم أعد أطيق السكوت بعد اليوم ...!

الشباب الظريفة التي خرجت علينا منذ يومين لتطبل وتزمر للمقابلة التي تم فيها الرد على رامي عبد الرحمن عندما قال بأن البلد قد صارت (دولة خلافة) ... أتمنى أن يتفضلوا اليوم ليردوا على فيديو مطعم ليالي الشرق والمشاهد المقرفة اللي ظهرت فيه، ويعطونا بالمرة رأيهم بسنغافورة الشرق الأوسط اللي يجري بناءها وتحضيرها!

قبل أن أكمل، دعوني أؤكد لكم بعض البديهيات لأخرس الذباب الرخيص البهيم الذي سيقفز في وجهي ويجعر قبل أن يعي ويفهم:

أولاً : أنا ضد رامي عبد الرحمن وكل ادعاءاته المغرضة.

ثانياً : أنا لا أسكر ولا أتعاطى ولا أرتاد النوادي ليلية ولا أطيق مناظر التعري والانفلات والجعير الذي يسمونه طرب.

ثالثاً : أنا لست ضد إغلاق النوادي الليلة، ولكن بالقانون وبالحكمة والتحضر والمعاملة التي تليق بالبشر والانسان.

رابعاً : أنا مع الدولة السورية ... أنا مع الدولة السورية ... أنا مع الدولة السورية، وانا من ثوار الـ 2011 الذين ضحوا بكل شيء عندهم لكي نحرر سوريا ونتخلص من آل الكلب.

 

تمام؟؟؟ والآن دعوني أتكلم.

من  ثار على بشار الأسد منذ 2011 لأجل حرية الانسان وكرامة الانسان، لأجل نهضة البلاد والارتقاء بها في كل المجالات، لأجل الخلاص من الفساد والمحسوبيات وعبادة الأشخاص وتقديس الشعارات ... من ثار لأجل هذه الأمور سيفهم فوراً لماذا بدأ كل حر شريف واع في هذا البلد يضيق ذرعاً بهذا المآل الذي وصلنا إليه بعد سقوط الأسد، وسيعي تماماً حجم المصير المهول الأسود الذي تتجه إليه البلاد في حال بقي الأمر على هذا الحال ... وسيفهم أننا نتكلم وننتقد لا لنهدم، بل لنبني ... ولا لنسخر ونحقّر ونسفّه، بل لنقف كتفاً بكتف إلى جوار المخلصين والواعين في النظام السوري الجديد وحكومته ورجالاته ... ولا لنخون ونطعن، بل لأننا فعلاً غيورون على سوريا ومستقبلها.

أما من ثار على بشار الأسد فقط لأنه (علوي)، وثار لأنه يعبد صنماً من دون الله اسمه (تطبيق الشريعة)، وثار فقط ليفرغ علينا عقد الكبت والنقص التي لديه، وثار لأنه يؤمن بأن السوريين هم حفنة من الوثنيين والملحدين و(العلمنج) كما يحلو لهم أن يتشدقوا ... من ثار لأجل هذه الضلالات والأوهام، فلا بد له أن يصنع اليوم ما يصنع، ولابد له اليوم بعد أن سقط نظام الأسد وشبيحته من أن يأخذ مكانهم فوراً، ويخلفهم في ممارسة القمع والإرهاب والإهانة بحق السوريين ... بحجج مختلفة وشعارات أخرى.

نتكلم ... وننتقد ... وننبه ... لأننا حقاً نخاف على البلد ! لأننا حقاً فرحنا من أعمق أعماق قلوبنا عندما سقط نظام الكلب، ولأننا بدأنا فعلاً نشعر بأن لدينا وطننا جميلاً نخاف عليه، وقيادة ثورية أتت من قلب الشعب ومن هم الشعب، ولأن حلم بناء الدولة السورية الحديثة المعاصرة الناهضة عاد إلينا بعد نصف قرن من سباته الطويل الذي ظنناه موتاً أبدياً. ما يجري اليوم من ظلام وإظلام وضلال فكري ... ما يفعله بعض (المجرمين) ممن يدعون أنهم إعلاميون وصحفيون وقادة رأي من تضليل وتزييف للوعي وترسيخ للخطاب الشعبوي الغوغائي الرخيص، وما يمارسه بعض من تولوا مناصب قيادية من محسوبيات ومصالح ضيقة وهوس بالسلطة والتحكم ... الإصرار على وضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب فقط لأنه من (لون فكري معين)، ومحاولة صبغ البلاد كلها بهذا اللون باستخدام كل الأساليب ترغيباً او ترهيباً ... تكريس الغوغائية والهمجية، وعدم تجريم لغة الكراهية، وعدم الضرب بيد من حديد على كل من يمس بالسلم الأهلي وبكرامة الانسان ... كل هذه الأمور تقتل فرحتنا قتلاً، وتئد كل آمالنا، وترمي بسوريا في مجاهل الفوضى ومصير اللادولة، وتحكم عليها بالبقاء إلى الأبد في مصاف التخلف.

سؤال أخير أتوجه به إلى الجميع ... إلى الجميع بلا استثناء ...

عرفت البشرية في زمن من أزمانها رجلاً عظيماً لم يأت مثله في كل التاريخ الإنساني بأسره! رجل لطيف عظيم الخلق كبير القلب أسر أفئدة الملايين بأخلاقه وذوقه ولطفه وحكمته ... رجل أسس لحضارة صارت فيما بعد منارة الحضارات، ووضع فكراً صار فيما بعد (في زمنه والأزمنة التي تلته) من أسرع الأنظمة الفكرية والعقدية انتشاراً بين الأمم ... ولا زال هذا الرجل خالداً بفكره ووجوده ومحبة الملايين له بعد مرور 14 قرناً على رحيله عن عالمنا ...

بالتأكيد عرفتم من هو هذا الرجل!

سؤالي الآن: لو كان هذا الرجل العظيم بيننا اليوم، في سوريا تحديداً ... ماذا سيكون موقفه وتصرفه إزاء كل ما يجري؟

أترك الإجابة لفطرتكم ولأعماق قلوبكم.

تعليقات


bottom of page